{وَنَادَوْا يَا مَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ قَالَ إِنَّكُمْ مَاكِثُونَ (77) لَقَدْ جِئْنَاكُمْ بِالْحَقِّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَكُمْ لِلْحَقِّ كَارِهُونَ (78) أَمْ أَبْرَمُوا أَمْرًا فَإِنَّا مُبْرِمُونَ (79) أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لَا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُمْ بَلَى وَرُسُلُنَا لَدَيْهِمْ يَكْتُبُونَ (80)}{وَنَادَوْاْ يامالك لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ} المعنى أنهم طلبوا الموت ليستريحوا من العذاب، وروي أن مالكاً يبقى عبد ذلك ألف سنة، وحينئذ يقول لهم: {إِنَّكُمْ مَّاكِثُونَ} أي دائمون في النار {لَقَدْ جِئْنَاكُم بالحق} الآية كلام الله تعالى لأهل النار، أو من كلام الله لقريش في الدنيا {أَمْ أبرموا أَمْراً فَإِنَّا مُبْرِمُونَ} الضمير لكفار قريش، والمعنى أنهم إن أحكموا كيد النبي صلى الله عليه وسلم فإنا مُحكِمون نصره وحمايته {أَمْ يَحْسَبُونَ} الآية: روي أنها نزلت في الأخنس بن شريق والأسود بن عبد يغوث اجتمعا وقال الأخنس: أترى الله يسمع سرنا، فقال الآخر: يسمع نجوانا ولا يسمع سرنا {سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُم} السرّ ما يحدث الإنسان به نفسه أو غيره في خفية، والنجوى: ما تكلموا به فيما بينهم {بلى} أي نسمع ورسلنا مع ذلك تكتب ما يقولون، والرسل هنا الملائكة الحافظون للأعمال.